التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٩

صانع الأحذية - قصة قصيرة

صانع الأحذية قصة قصيرة ساخرة - بقلم: محمد الدبس رائحة الغراء والجلد المهترئ تعبق في المكان، هنا حيث ورشة صانع الأحذية، بشعره الأبيض ووجهه المغضن، لدقة حركته وسرعتها، تدرك الخبرة التي يملكها، يقول لزبائنه (على الإنسان أن يتقن عمله مهما كان شأنه، الإتقان يقودك للنجاح). الناس يحبونه، فقد تمكن من تصنيع آلة لصب قوالب الأحذية وصناعتها، ومنها صنع أحذية رخيصة للكثير من فقراء الحي.. حتى صار يلقب بكاسي الحفاة. - لحظة.. لحظة هل تريد القول بأن صانع أحذية، صار نجما محبوبا وشخصية شعبية؟ - نعم - أرني وماذا بعد.. أوه! سيغدو أحد أهم وجوه المدينة ويعمل على مشاريع خدمية!.. لا لا... لن أكتب ذلك.. قال ترشح للانتخابات؟ ويفوز؟ فقدت عقلك؟!!! - إنه انسان لديه عقل يفكر به، وطموحاته وأحلامه. - على عيني ثم رأسي، بس يا أخي.. لن يقبل الجمهور بهذا، سيضحكون منك. - لماذا؟ نحن بلد كلها زعماء وعباقرة.. صانع الأحذية يغدو محافظ مدينة أو مسؤولا حكوميا.. لدينا حضارة سبعة آلاف عام... - بس بس، يكفي تخبيصا، اسمع، ليكن نجارا، فلاحا، استاذ مدرسة.. - وما المشكلة في صناعة الأحذية؟ - هناك سلوكيات وأعراف وعادات وتق

خواطر 3 - نص انتظار

خاطرة - انتظار بقلم: محمد الدبس - مدونة كتابات السكون 1 يتصببُ عرقاً في مشيهِ السّريع، يخشى أن يتأخر على موعدِه معها، والشّمسُ الحارة تزيد الأمر سوءاً. دخل المقهى وحجز طاولةً لاثنين، واتفق مع المدير على أغنية تفضلها حبيبته ليشغلها حين تحضر. عيناه لا تفارقان الواجهة الزجاجية للمقهى بانتظار حضورها.. تمنى لو أنّ الطرقات تصبح أقصر بينهما، لو أن المسافة تنعدم للقائهما، والوقت يسرع حين بعدهما، ويذوب بطيئاً لقربهما. تخيّل لحظة ولوجها المقهى.. العيون كلّها عليها، كيف لا وهي أميرة هذا الكون؟.. حتى أنّ المقاعدَ تتسابق لتُجلِسَها، والفناجين تفور قهوتها كي ترشفها، ويا فرحة الفنجان حين يقبلّ ثغرها.. حتى تلك الأغنية خرساء إذا لم تحبُّها أذُنُها، والشوارعُ موحشةٌ إذا ما مشَتْ فيها، والأرضُ بائسةٌ لو لم تطؤها قدماها، حتّى قيظُ الشّمس عليها يبرد، والبرد يدفء بهواها. تفقد هديته له، وهل هناك هديةٌ للهدية؟!، زجاجة عطر!.. وما من عطر يدانيها... تمنى لو أنّ شذاها في هذه الزّجاجة، لكن ما من شيء يحتويها، هي كالهواء تملئ الكون بعبقها النقي. الحبُّ ينبضُ في قلبِه حتّى خُيِّلَ له أنّ كلّ من في الم

العدالة - حلم الليلة الأخيرة

البعد الرابع* - العدالة، حلم الليلة الأخيرة بقلم محمد الدبس - مدونة كتابات السكون أتابع في هذه التدوينة استعراض مشاهد من البعد الرابع.. العدالة دخانُ التبغِ يَحرِقُ عينيه فتَدمعان، ذكرياتٌ مهملةٌ تسيلُ على خديه، يومَ سرقَ لعبةً من أحدِ الأطفال. لمْ يشتري والديه لعبةً له، فسرقَ واحدة من ذاك الطفلِ يبرر لنفسه أنَّها كانتْ مهملة فأخذها، ولم تكن لعبة ثمينة.. مجرد علّاقة مفاتيح خَرِبة على شكل برج إيفل.. يصفعُ الذكرى السّخيفة.. وما الجريمةُ التي حدثَتْ؟.. طفلٌ غيرُ مدرك.. يدقُّ قلبُه بسرعةٍ وتختنقُ حنجرَتَه بالحزنِ.. لماذا تبكي؟ حسناً سرقتُها بكاملِ الأصرار.. أنا مجرمٌ سفاحٌ حقير.. تذكرَ كيف خطط للعملية الإجرامية، عندما كان ذاك الطفلُ يلهو بكُرَتِه، وقعتْ منه علّاقة المفاتيح ولم ينتبه لذلك.. انبطحَ أرضاً ممثلاً التعثر، أمسكها وأخفاها في جيبه، ثمَّ انسل الى بيته يلهو بها. - صرخ القاضي: أيُّها اللصُ النذلُ!!، ضجت قاعة المحكمة. وضعَ البرجَ على الطاولةِ وبجواره ممحاة إنَّها مطعمٌ يطلُّ على البرجِ، ثمَّ صنعَ كرمشاتٍ صغيرة من الورقِ كأشجار حديقة.. وسرح بخيالِه يبني مم

حنكة وكرم - قصة

حنكة وكرم عربي أصيل بقلم محمد الدبس حدثنا حفار القبور عن أبيه عن جده أنه قال : بعدما عاد الخليفة المبجل هارون الرشيد، من غزوتِهِ السّتين، وقضى حجه التاسع والخمسين، جلس على عرشه مهموماً.. فرآه وزيره بهذا الحال.. - ما بال مولاي محزون؟ - قد أصابني ملل لكثرة ما غزوت وحاربت، أعندك ما يسلينا يا وزيرنا؟ - نعم يا مولاي.. الصيد!، الصيد يا مولاي رياضة الفرسان وباركها الرسول إذْ ابتدءَ بها حديثَه الشّريف علموا أولادكم الرماية فقدمها على السباحة وركوب الخيل. - إذن للصيد نخرج.. هيا! خرجت معه حاشية عظيمة للصيد، وفي الطريق عرض لهم أبو نواس وقد دُهِش لعظمة الموكب وعجيج غباره. - لأي حرب تتحضرون؟ أتغزون أرضَ روم؟. - قهقه الخليفة: بل للصيد يا أبا نواس.. تعال رافقنا نحملك وتحملنا في هذه الرحلة. وعند العصر جلس الخليفة يُطبطب على كرشِه جائعاً ونادى: يا غلام! أين ما اصطادته يمناي اليوم؟. - فأجاب الغلام: طير حمام نحيل مريض يا مولاي.. أنشويه أم نقليه؟. - غضب الخليفة: طير حمام نحيل! ومتى صرت ميزاناً مستقيم يعلم الغثَّ من السّمين؟... ثمَّ مريض! أصرتَ بيطاراً أو لديك من هبة سليمان ال

الرجل الذي قتل ضميره - قصة

الرجل الذي قتل ضميره بقلم: محمد الدبس حدثنا حفار القبور، عن أبيه عن جده.. في أساطيرِ الأولين.. أنَّ رجلاً فقيرَ المالِ، مُنَكّدَ الحالِ، أَرِقَ ليلةً فانتبهتْ زوجُه لأمره. - ما حالك يا رجل؟ لِمَ أنتَ يقظٌ في هذه السّاعة! - ولِمَ النوم؟ لأستيقظ فجراً وأذهبُ للعملِ في الفحم والحطب لدى ذاك الثري؟! - أصابَك رزقٌ حتّى ترفُضَ، أمْ أصابك العَتَه؟ - لا هذا ولا ذاك.. قد نفذَ صبري على هذا العيش، وقد عزمتُ قتل ضميري لأغدو ثرياً من أربابِ المال! - وكيف ذاك؟ - هذا ما أفكرُ فيه ويؤرقُني، لا أعرفْ كيف أقتلَه! - اذهبْ لتاجرِ الحيّ! - وما يفيديني؟ - إنّه غشاشٌ محتال، يكيل المكيال، ويعبدُ المال، لا شكَّ أنّه قتلَ ضميرَه، عليك به، فينصَحُك رُشداً. - أجل.. ما تقولينه صحيح.. لأذهبنَّ إليه السّاعة! - انتظر للصباح.. الناس نيام.. نمْ واسترح. - حسناً. وفي الصباحِ قصدَ رجلُنا تاجرَ الحي، وأخبره بمبتغاه.. - ها! تقتل ضميرك!.. هذا حديثٌ عجيبْ، لا أعرف عمَّ تتحدث، فأنا تاجرٌ وأعملُ بالماديات، ولا أعرف ما الضمير. - أسعفني.. ألا ترشدني لطريق؟! - همم.. اسمعْ.. اذهبْ لصاحبِ ا

ترفع إلهي - قصة ساخرة

ترفع إلهي  بقلم: محمد الدبس - 2014 أغلقَ الكتابَ، وابتسمَ بثقة.. نعم لقد درسَ وحضّرَ جيداً للامتحان، إنه امتحان المادة الأخيرة في جامعته، إن نجح، سيتخرج من جامعته وينطلق نحو الحياة العملية، ودّع والدتَه وضمَّها كأنَّه ذاهبٌ لمعركةٍ.. - قالتْ له: الله يوفقك يا ابني ويبعد عنك ولاد الحرام.. شعر رشيد بمعنويات عالية بعد دعاء والدته، فهو يعتبر ما يقوم به من جد في دراسته ليس تحقيقا لطموحاته وحسب، بل طلبا لرضا الله والوالدين، كم سهرا وتعبا وشقيا على تربيته.. أمه تعمل في إعداد المؤونة المنزلية وبيعها، لتكسب مالا حلالا، فهي تقضي أيامها في إعداد المكدوس، الزيتون، المخلل، الملوخية، وحفر الخضروات لحشيها.. وغير ذلك، كما تقوم بحياكة الأوشحة الصوفية للشتاء. أما أبوه، يعمل في نجارة الخشب، تعلم منه الصبر والأناة، والعناية بأدق التفاصيل. شق طريقه وخاض معاركا عنيفة ليظفر بوسيلةِ نقل، معارك الزحام هي نشاط الصباح الرئيسي، بداية نشطة من جري وملاكمة، هنا يتساوى الجميع أمام السرفيس، لا فرق بين صغير وكبير، أنثى وذكر، الجميع في منافسة شرسة.. وتزداد الحماسة بإطلاق الشتائمُ تُرَدِدُ صداها في أذ

خواطر 2

خواطر 2 بقلم: محمد الدبس. الظفر المكسور جاء إليها وهموم الدنيا جبال على كتفيه، استلقى على كرسيه، نظر في الفراغ وقال: إنني متعب.. من كل شيء. وأخفض رأسه واستند لركبتيه. اتكأت بجانبه، قطبت حاجبيها، وقالت بهمهمة حزينة: انظر! ظفري مكسور!. ومدت يدها أمامه، أمسك يدها بحنوٍ، كانت عروقها تنبض بلون أخضر، وبشرتها الناعمة المزغبة تضجُّ فتنة، كان حجم يدها نصف حجم يده، فاستراحت على راحته كطفلة في مهدها. - أتدرين لما يضعون خاتم الزواج في الخنصر؟ علمت أنه سيروي قصة، فاسندت رأسها على ركبته، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالأسئلة، وضفيرة معقوفة خلف كتفها.. لاحظ أن أحمر الشفاه غير متسق، فأصلحه بإصبعه وزال ما خرج عن حدوده، فغرقت بصمت عميق كأنما زال الكلام عن شفتيها. وضع سبابته على شريان يمر في خنصرها، قال لها وهو يسافر سالكاً هذا الشريان.. - إنه شريان الحياة، يتصل بالقلب مباشرة.. أرادوا للخاتم أن يكون رابطة أبد الحياة، أن يختم كل الحب والحياة بالارتباط المقدس. وصلت يده لقلبها، ينبض تحت نهديها بدفء كعصفور صغير، ابتسمت كطفل رأى والدته تعد طعاماً يحبه، أغمضت عينيها وعادت لحزنها وقالت:

العجز - قصة

العجز قصة قصيرة بقلم: محمد الدبس. مدونة كتابات السكون. الشقاء مكتوب علي!.. قالتها في سرها، بصقت على الأرض وتابعت سيرها بخطى عاجلة، تلعن الحياة وشقائها، ظروفها، وحدتها.. تصرخ لربها، كيف له أن يكون قاسيا لا يبالي، فيخلقها في هكذا وجود. - لربما ليس من إله، لو كان موجودا لفعل شيئا، ولو إشارة بسيطة لتتغير حياتي للأفضل. - ربما وردت إشارة ما هنا أو هناك، فرصة جيدة، تغيير ما، لكنك لم تتحيني الفرصة. - أنا متعبة لألتقط الإشارات!.. أقضي يومي في اللهث كالكلبة وراء رزقي وعيشي، كيف لي أن أرى السماء ورأسي ممرغ في تراب الأرض! تنظر في وجوه الناس، ترى الوجوم في وجوههم، يلهثون مثلها، يتقاسمون التعب والطريق، وينهبون الراحة خلسة خشية التعب يدهمهم، يصطدم الكتف بالكتف ولا يتعاتبون حتى، كلٌّ يمضي في سبيله، لا وقت للعتاب!.. فالوقت ضيق، وحر الشمس يحرق جلودهم.. خفق قلبها بشدة.. - أليس بينكم مشفق؟ أليس بينكم رحيم؟ - دعيهم في همهم فكلٌّ بهمه مشغول. - لعنكم الله. تلتقي عينيها بعيون بعضهم، لا تتحدث العيون شيئا، فارغة من غايتها، تنظر للفراغ المعاكس.. هكذا فقط!، فتلعنهم وتشتمهم بأقذع العبارات

خواطر 1 - خواطر غزلية

خواطر 1 خواطر غزلية بقلم: محمد الدبس السنونوة العاشقة ... وقالت: جئتُكَ والشوقُ يحملُنِي، عصفورةً بين ذراعيكَ تخبئني، بيني وبينك براعمُ هوىً ظمآن، طوقتني بذراعيك فأَوْرَقَت بُستان جِنانَ. وأنا يا حبيبي.. أطيرُ كالسنونوةِ في مقلتيك، فإنْ نطقتَ اسميَ صار فمُك بيتي، وإنْ غازلتَني صارتْ سمائي بين شفتيك.. تقولُ في عينيّ سحر، ومن شفتاي خمرٌ، وأنا المتفردة بالجمالِ والدلالِ.. والعشقِ وطيبُ الوصال، فماذ أقولُ؟ تصوغني أنثى، وتَجُلُّنِي ربَّةَ الجمالِ، وتصعدُ بالعشق حدَّ الكمال، ويحيَ منْ صمتِيَ.. فماذا أقول؟ تعال يا حبيبي ، إنَّ لك بين الضلوع فؤادٌ في هواكَ أُغرِقَ، فاض هواهُ فأشرَقَ. ========================= اللغة الضيقة ما استطابَ القلبُ لذّة الطربِ لولاك يا أغنجَ العَجمِ والعَربِ، كلّما ذُكرَ عاشقاً تنهدَ قلبي، وإنْ تحدَثَ بفراقٍ نهرتُه بالأمر والطلبِ. .... يريد أن يكون بقربها، لكن هناك الكثيرُ من الأمورِ السّخيفة تُشغِلُهٌ، هذه مأساة الروتين.. قال لنفسه: وما هو الأمر الهام الذي يشغلني عنها؟.. لا شيء!، يفكر بالأمرِ كلِّه، تمنى أنَّه مسؤولٌ عن كلِّ هذه ال

البعد الرابع - مشهد وهم

البعد الرابع* - مشهد وهم بقلم: محمد حسن الدبس ..... الدماءُ تتدفقُ من كلِّ مكان، من الجدرانِ من السقفِ من الهواء، تستيقظُ بصعوبة على صوت المنبه، نظرتْ حولها في الغرفةِ، إنَّ كلِّ شيء كما كان، قالت لنفسها: مجرد حلم مزعج.. ابتسمتْ دون أي سعادة، جلستْ في سريرها، تشعر بثقل في رأسها، يجذبها للنوم مجدداً، قاومتْ إغراء النوم، هناك شيء ما يدفعنا للاستيقاظ، يقاوم لذة النوم، يجبرنا على التعب وروتين الحياة المكرر. تناولت قليلاً من المربى وشربتْ فنجانَ قهوةٍ وخرجتْ للعمل.. ترسلُ رسالتها المعتادة كل صباح إلى خطيبها: (صباحو حبيبي.. كيفك؟ اشتقتلك.. طمني عنك بس تقدر). منذ أسبوع لم يهاتفها أو يراسلها ، حيث هو تغيب الكثير من الأشياء، الاتصالات والكهرباء والغذاء، فيما المعارك هي الحاضر الأكبر. تعبر السيارة في الزحام الصباحي، ثمة امرأة تنظر إليها طوال الطريق، تارة بحزن وتارة بحدة وتارة ابتسامة، وكأنها تحدثها! وصلتْ إلى مكان عملها، قامت بكل الأفعال الآلية من توزيع السلامات والابتسامات على وجوه مكررة، تدقيق أوراق لا طائل منها سوى الروتين، وأخيرا العودة الى المنزل. عندما وصلت فوجئت

الدرس - قصة

الدرس - قصة بقلم: محمد حسن الدبس -1- دوى انفجارُ قذيفةٍ خلفهما فانبطحا سريعاً، الغبارُ الساخنُ يجتاحهما مرّة أخرى، كأنَّ الجحيم في روحِك لا يكفي ، فيعبثُ متلذذاً بعينيك وأنفاسك. يمسحُ جبينه ويعجنُ الترابَ بالعرقِ، ليمتزج وجهَهُ بتعبِ الحرب، وصوتٌ ما على جهازِ اللاسلكي يشجعهم صارخاً (أنتم الأبطال.. منْ يعلم بتضحياتِكمْ يودُّ لو يعطيكم المعنويات، لكن أنتم من يعطينا المعنويات). - ضَحِكَ الملازمُ صغيرُ السّن: أسمعتْ؟ نحنُ نعطيهم المعنويات! - بصقَ الجنديُّ: الغبارُ يملَأُ فمي.. نُعطيهم المعنوياتْ؟! لا بأس أخذوا كلَّ شيء، ليأخذوا المعنويات أيضاً. - خُذْ اشرب قليلاً. - أستغدو مثلَهُم؟؛ وبصقَ مجدداً. - حين أخرج من هذا الجحيم، أَعِدُكَ أنْ آكُلَ الأخضرَ واليابسَ. - ستعزقُ¹ العشب في الكتيبة؟ - سأعزق الشعب! طَفِقا يضحكان بوتيرةٍ متصاعدة كأنّهما أصيبا بالجنون، قاطعهما غَمْغَمَةُ اللاسلكيّ بصراخٍ لتصحيح سمت القذائف - دفعَ زميلك مبلغاً كبيراً ليُعفى من هذه المهمة، تخيّل لو أعطوكَ مكافأةً لأنّك أتيتْ! - لو دفعوا مثل هذه المكافآت ما اندلعتْ هذه الحرب أصلاً! - ربما.. لك