التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

لا تسل كيف ..!

 للبعث يا طلائع .. للنصر يا طلائع.. أقدامنا حقول ..  طريقنا مصانع حقول من الألغام  ومصانع الضفادع وكأس العرق الأزرق أتعلمين يا حبيبتي ما هو العرق الأزرق؟ أم نصف سيكارة في باكيت حمراء؟ والكنزات الصفراء؟ والرايات السوداء؟ وكل هذا الشبق الشرقي من الألوان!؟ وزعماء من الحبش والخصيان.. مباركات .. مباركات .. مباركات  والحمد لله .. وكيف لا نحمده الله؟! فهذي مكرمة من الغوث المغيث.. القطب المحور الكوكب حماه الله.. رعاه الله .. وليتخلى الله عن عرشه .. الله الله الله ويترك له المايك ليغني على ليلاه.. هي السنين يقيسها على مبتغاه... له الأيام كلها.. له المواقيت كلها يقدم الساعة متى يشاء..  ويؤخرها متى شاء.. يدقها هنا.. أو هناك .. أو أنى شاء.. يدقها حربا .. يدقها رقصا .. يدقها طبلا... فله الدق وله الرقص وله الحمد وله الشكر.. فله المشيئة وحدها.. هو الأوحد.. هو الأمجد وليس إلاه.. وكفى! أتعلم ما العبد؟ وما الحر؟ الحر يعرف كيف يشاء ولا تسل كيف، فجوابها استعباد.. أما العبد يشاء على هواه أو كما يريد له الأسياد هي روايات قصصناها وصدقناها وحتى ربنا روائي بارع قال فلان وقال فلان صدق فلان ولعن الله فلان ويوما

خواطر 4 - نص (لاشيء) 2013

 خواطر 4 - لا شيء كتبت هذا النص ونشرته عام 2013، وإنني أعيد نشره هنا في المدونة. بقلم: محمد الدبس - 2013 جالسا في غرفته وحيدا، لا يفكر في شيء، يدخن.. ويتصاعد دخان التبغ ليحرق عينيه، فيصيبهما الأحمرار وتدمعان كما لو أنه حزين على ما مضى أو ما هو آت.. تدق عقارب الساعة بشكل منتظم، لتعبره فوضى عمره الماضي والآتي كما لو أنه ينتظر شيء ما أو يتحسر على شيء مضى.. كل شيء حوله يمنحه مظهرا لشعور لا يحسه، لفكرة لا تدور بين تلافيف دماغه.. الصور الصفراء المغبرة، الكتب المبعثرة، حتى صنبور المياه الخرب في طرف غرفته الصغيرة بقطراته التي تطرق بثقل حوض المغسلة المتسخ.. كانت غرفته تماما كحياته، ضيقة ومليئة بكل شيء، ففيها عدة مطبخ ومغسلة وسرير نومه ومكتبته وطاولة وكرسيان، كرسي له.. وكرسي لشخص آخر لم يآت، فوضوية كأيامه ... جدرانها رطبة يلفها السواد كدنياه. تسلل سؤال إلى دماغه .. إلى متى؟؟  سؤال دخل كاللص ليسرق ذكريات قديمة، لص وقح مزعج أيقظ أحلاما نائمة كالأموات.. تمنى لو أن الكريات البيضاء يمكن لها أن تحارب الأسئلة والأفكار والأحلام، فتلتهمها وتحميه من الأمراض.. أية أمراض؟؟.. لم يكن طبيبا إلا أنه يعتبر الأفك

صانع الأحذية - قصة قصيرة

صانع الأحذية قصة قصيرة ساخرة - بقلم: محمد الدبس رائحة الغراء والجلد المهترئ تعبق في المكان، هنا حيث ورشة صانع الأحذية، بشعره الأبيض ووجهه المغضن، لدقة حركته وسرعتها، تدرك الخبرة التي يملكها، يقول لزبائنه (على الإنسان أن يتقن عمله مهما كان شأنه، الإتقان يقودك للنجاح). الناس يحبونه، فقد تمكن من تصنيع آلة لصب قوالب الأحذية وصناعتها، ومنها صنع أحذية رخيصة للكثير من فقراء الحي.. حتى صار يلقب بكاسي الحفاة. - لحظة.. لحظة هل تريد القول بأن صانع أحذية، صار نجما محبوبا وشخصية شعبية؟ - نعم - أرني وماذا بعد.. أوه! سيغدو أحد أهم وجوه المدينة ويعمل على مشاريع خدمية!.. لا لا... لن أكتب ذلك.. قال ترشح للانتخابات؟ ويفوز؟ فقدت عقلك؟!!! - إنه انسان لديه عقل يفكر به، وطموحاته وأحلامه. - على عيني ثم رأسي، بس يا أخي.. لن يقبل الجمهور بهذا، سيضحكون منك. - لماذا؟ نحن بلد كلها زعماء وعباقرة.. صانع الأحذية يغدو محافظ مدينة أو مسؤولا حكوميا.. لدينا حضارة سبعة آلاف عام... - بس بس، يكفي تخبيصا، اسمع، ليكن نجارا، فلاحا، استاذ مدرسة.. - وما المشكلة في صناعة الأحذية؟ - هناك سلوكيات وأعراف وعادات وتق

خواطر 3 - نص انتظار

خاطرة - انتظار بقلم: محمد الدبس - مدونة كتابات السكون 1 يتصببُ عرقاً في مشيهِ السّريع، يخشى أن يتأخر على موعدِه معها، والشّمسُ الحارة تزيد الأمر سوءاً. دخل المقهى وحجز طاولةً لاثنين، واتفق مع المدير على أغنية تفضلها حبيبته ليشغلها حين تحضر. عيناه لا تفارقان الواجهة الزجاجية للمقهى بانتظار حضورها.. تمنى لو أنّ الطرقات تصبح أقصر بينهما، لو أن المسافة تنعدم للقائهما، والوقت يسرع حين بعدهما، ويذوب بطيئاً لقربهما. تخيّل لحظة ولوجها المقهى.. العيون كلّها عليها، كيف لا وهي أميرة هذا الكون؟.. حتى أنّ المقاعدَ تتسابق لتُجلِسَها، والفناجين تفور قهوتها كي ترشفها، ويا فرحة الفنجان حين يقبلّ ثغرها.. حتى تلك الأغنية خرساء إذا لم تحبُّها أذُنُها، والشوارعُ موحشةٌ إذا ما مشَتْ فيها، والأرضُ بائسةٌ لو لم تطؤها قدماها، حتّى قيظُ الشّمس عليها يبرد، والبرد يدفء بهواها. تفقد هديته له، وهل هناك هديةٌ للهدية؟!، زجاجة عطر!.. وما من عطر يدانيها... تمنى لو أنّ شذاها في هذه الزّجاجة، لكن ما من شيء يحتويها، هي كالهواء تملئ الكون بعبقها النقي. الحبُّ ينبضُ في قلبِه حتّى خُيِّلَ له أنّ كلّ من في الم

العدالة - حلم الليلة الأخيرة

البعد الرابع* - العدالة، حلم الليلة الأخيرة بقلم محمد الدبس - مدونة كتابات السكون أتابع في هذه التدوينة استعراض مشاهد من البعد الرابع.. العدالة دخانُ التبغِ يَحرِقُ عينيه فتَدمعان، ذكرياتٌ مهملةٌ تسيلُ على خديه، يومَ سرقَ لعبةً من أحدِ الأطفال. لمْ يشتري والديه لعبةً له، فسرقَ واحدة من ذاك الطفلِ يبرر لنفسه أنَّها كانتْ مهملة فأخذها، ولم تكن لعبة ثمينة.. مجرد علّاقة مفاتيح خَرِبة على شكل برج إيفل.. يصفعُ الذكرى السّخيفة.. وما الجريمةُ التي حدثَتْ؟.. طفلٌ غيرُ مدرك.. يدقُّ قلبُه بسرعةٍ وتختنقُ حنجرَتَه بالحزنِ.. لماذا تبكي؟ حسناً سرقتُها بكاملِ الأصرار.. أنا مجرمٌ سفاحٌ حقير.. تذكرَ كيف خطط للعملية الإجرامية، عندما كان ذاك الطفلُ يلهو بكُرَتِه، وقعتْ منه علّاقة المفاتيح ولم ينتبه لذلك.. انبطحَ أرضاً ممثلاً التعثر، أمسكها وأخفاها في جيبه، ثمَّ انسل الى بيته يلهو بها. - صرخ القاضي: أيُّها اللصُ النذلُ!!، ضجت قاعة المحكمة. وضعَ البرجَ على الطاولةِ وبجواره ممحاة إنَّها مطعمٌ يطلُّ على البرجِ، ثمَّ صنعَ كرمشاتٍ صغيرة من الورقِ كأشجار حديقة.. وسرح بخيالِه يبني مم

حنكة وكرم - قصة

حنكة وكرم عربي أصيل بقلم محمد الدبس حدثنا حفار القبور عن أبيه عن جده أنه قال : بعدما عاد الخليفة المبجل هارون الرشيد، من غزوتِهِ السّتين، وقضى حجه التاسع والخمسين، جلس على عرشه مهموماً.. فرآه وزيره بهذا الحال.. - ما بال مولاي محزون؟ - قد أصابني ملل لكثرة ما غزوت وحاربت، أعندك ما يسلينا يا وزيرنا؟ - نعم يا مولاي.. الصيد!، الصيد يا مولاي رياضة الفرسان وباركها الرسول إذْ ابتدءَ بها حديثَه الشّريف علموا أولادكم الرماية فقدمها على السباحة وركوب الخيل. - إذن للصيد نخرج.. هيا! خرجت معه حاشية عظيمة للصيد، وفي الطريق عرض لهم أبو نواس وقد دُهِش لعظمة الموكب وعجيج غباره. - لأي حرب تتحضرون؟ أتغزون أرضَ روم؟. - قهقه الخليفة: بل للصيد يا أبا نواس.. تعال رافقنا نحملك وتحملنا في هذه الرحلة. وعند العصر جلس الخليفة يُطبطب على كرشِه جائعاً ونادى: يا غلام! أين ما اصطادته يمناي اليوم؟. - فأجاب الغلام: طير حمام نحيل مريض يا مولاي.. أنشويه أم نقليه؟. - غضب الخليفة: طير حمام نحيل! ومتى صرت ميزاناً مستقيم يعلم الغثَّ من السّمين؟... ثمَّ مريض! أصرتَ بيطاراً أو لديك من هبة سليمان ال

الرجل الذي قتل ضميره - قصة

الرجل الذي قتل ضميره بقلم: محمد الدبس حدثنا حفار القبور، عن أبيه عن جده.. في أساطيرِ الأولين.. أنَّ رجلاً فقيرَ المالِ، مُنَكّدَ الحالِ، أَرِقَ ليلةً فانتبهتْ زوجُه لأمره. - ما حالك يا رجل؟ لِمَ أنتَ يقظٌ في هذه السّاعة! - ولِمَ النوم؟ لأستيقظ فجراً وأذهبُ للعملِ في الفحم والحطب لدى ذاك الثري؟! - أصابَك رزقٌ حتّى ترفُضَ، أمْ أصابك العَتَه؟ - لا هذا ولا ذاك.. قد نفذَ صبري على هذا العيش، وقد عزمتُ قتل ضميري لأغدو ثرياً من أربابِ المال! - وكيف ذاك؟ - هذا ما أفكرُ فيه ويؤرقُني، لا أعرفْ كيف أقتلَه! - اذهبْ لتاجرِ الحيّ! - وما يفيديني؟ - إنّه غشاشٌ محتال، يكيل المكيال، ويعبدُ المال، لا شكَّ أنّه قتلَ ضميرَه، عليك به، فينصَحُك رُشداً. - أجل.. ما تقولينه صحيح.. لأذهبنَّ إليه السّاعة! - انتظر للصباح.. الناس نيام.. نمْ واسترح. - حسناً. وفي الصباحِ قصدَ رجلُنا تاجرَ الحي، وأخبره بمبتغاه.. - ها! تقتل ضميرك!.. هذا حديثٌ عجيبْ، لا أعرف عمَّ تتحدث، فأنا تاجرٌ وأعملُ بالماديات، ولا أعرف ما الضمير. - أسعفني.. ألا ترشدني لطريق؟! - همم.. اسمعْ.. اذهبْ لصاحبِ ا